Karam Shaar Advisory LTD

النشأة في سوريا الأسد

نشأتُ في حلب، سوريا، إحدى أقدم مدن العالم. بعد عودة والدي من المملكة المتحدة، حيث أكمل دراساته العليا بمنحة من الجيش السوري، ازداد اهتمامه بإرثه السوري. انتقل بنا من ضواحي حلب الحديثة إلى بيت عثماني ساحر، قضى عامين في ترميمه. كنت في السابعة من عمري، أذهب بعد المدرسة مع والدي وأخي، “الحكم”، للعمل على ترميمه. من المريح أني أعرف ما وراء جدران ذلك البيت، فارتباطي به لم يكن سطحيًا.

أنا وعائلتي
بيت العائلة
تصوير: أخي الحكم
بيت العائلة
تصوير: أخي الحكم

لا زلت أذكر يومًا اصطحبنا فيه والدي بسيارته البيجو 504 العسكرية بعد المدرسة الثانوية. ترجّانا ألا نتحدث عن القائد الجديد، بشار الأسد، أو عن السياسة إطلاقًا. أحد أصدقائه اكتُشف أن سيارته كانت مُتنصّتًا عليها، ثم اعتُقل فقط لأنه تحدث عن “الطائفية” في البلاد. كان نطق كلمة “الطائفية” من المحرّمات، ولم يكن مسموحًا القول أن النظام يفضّل العلويين في الدوائر الأمنية، طائفة الأسد التي تشكّل نحو 10% من السكان، على غيرهم. كان عليك أن تعيش ذلك الواقع دون أن الكلام عنه.

حتى قبل ثورة 2011، كان كل سوري يعرف المثل القائل: “للحيطان آذان”. كان الخوف بادياً في عيون كل من يجرؤ على الكلام عن طريقة حكم البلاد.

منذ الثمانينيات وحتى اندلاع الثورة، لم تلحق الأجور بارتفاع تكاليف المعيشة، حتى صار العمل في القطاع العام لا يغطي نفقات الأسرة المتوسطة. كان على الموظفين العموميين إمّا اختلاس المال العام إن كانوا في مناصب عليا، أو أخذ الرشاوي من المراجعين لإنجاز معاملاتهم إن كانوا على احتكاك مباشر معهم. أذكر أنني طلبت من أمي “شبشبًا” جديدًا لأنني كنت أنزلق في حذائي القديم، فقالت لي: جرّب أن تحزّ أسفله بالسكين بدلًا من شراء آخر، فقد كان الشبشب غاليًا على راتب والدي. كان ذلك هو حال أبي، الحاصل على الدكتوراه من جامعة كِنت البريطانية، في سوريا الأسد: يقضي أيامه يستدين من الأصدقاء والأقارب ليبقينا واقفين على أقدامنا. أذكر حادثة اصطدامه في ساحة سعد الله الجابري بحلب، وكيف أخذ يصفع وجهه ومقود السيارة خوفًا من الاضطرار لاقتراض المزيد لإصلاح سيارة الجيش.

إلى السعودية

عام 2002، ومع تفاقم أوضاعنا المالية، وجد والدي عملًا كمحاضر جامعي في مدينة أبها السياحية في السعودية، حيث قضيت أربع سنوات من مراهقتي. أصبحنا أغنى بين ليلة وضحاها.

هناك، تعرفت على عرب من دول مختلفة، ولاحظت اختلافاتنا الثقافية. اندهشت حين اكتشفت أن السوريين هم الأكثر تمسكًا بالمشاعر القومية العربية. أما العرب من بلدان أخرى فكانوا يرون بعضهم “قريبين بما يكفي”، لكن دون أن يكون توحيد العالم العربي هدفًا. أما صدمتي الكبرى فكانت حين أدركت أنني أشد حماسة تجاه حرب فلسطين وإسرائيل من كثير من الفلسطينيين أنفسهم. لاحقًا فهمت أن أحد الأسباب يعود لمادة “القومية” التي كنا ندرسها في سوريا منذ الصف السابع (عمر 13 عامًا) حتى السنة الجامعية الأولى، بغض النظر عن التخصص. كانت تلقّننا أن سوريا جزء من الوطن العربي الكبير الذي يجب أن يتوحد، مع سرد لإنجازات انقلاب حافظ الأسد عام 1970، المسمّى “الحركة التصحيحية”.

في السعودية أيضًا تشكلت آرائي حول أهمية العلمانية، فقد كان “المطاوعة” يقررون من يُسمح له بدخول المجمّعات التجارية أو الحدائق، ويغلقون المتاجر أربع مرات يوميًا للصلاة.

كما شهدتُ التمييز بحق العمال المهاجرين، خاصة من شبه القارة الهندية. كان صديقي البنغالي المزارع يروي لي قصص الغش وسوء المعاملة شبه العبودية التي اضطر لقبولها ليبقى في السعودية ويعيل أسرته. كان العرب، عمومًا، يسخرون من غير العرب، حتى في البرامج التلفزيونية.

إقامتنا في السعودية أربع سنوات كانت تجربة محورية. كانت ممتعة إجمالًا، لكنها في بعض الجوانب بدت كأنها على كوكب آخر. أسعدني لاحقًا أن أرى جهود ولي العهد محمد بن سلمان في مكافحة التطرّف الديني.

زوجة أبي وصديقاتها في السعودية. كانت أبها من أكثر المناطق انفتاحًا آنذاك، حيث سُمح للنساء بكشف وجوههن عام 2003، لكن ذلك لم يكن يضمن لهن السلامة من مضايقات هيئة الأمر بالمعروف أحيانًا.

العودة إلى سوريا

عدت إلى سوريا عام 2006، بعد أربع سنوات في السعودية، وبدأت دراسة الاقتصاد، بينما أعمل كمصمم نسيج. تعلمت برمجة ماكينات النسيج وصرت أتقاضى أجرًا أعلى من أستاذ الجامعة، وسافرت مع الشركة إلى تركيا وألمانيا للترويج للأعمال والاطلاع على ما تفعله المصانع الأخرى.

لكن رغم بعض اللحظات الجيدة، كانت تلك الشركة المكان الذي قررت فيه ألا أعمل في قطاع خاص سوري مجددًا. كان الكذب على العملاء مقبولًا، والضرائب تُتهرّب منها بالرشاوي، وطرد الموظفين يتم اعتباطيًا. صاحب الشركة جلد أحد الموظفين بحزامه مرة، ولا أذكر السبب. لم تكن هذه الممارسات هي القاعدة، لكنها كانت تحدث أحيانًا، خاصة مع الأصغر سنًا. كنت أكثر موظفي الشركة (نحو 50 موظفًا) انتقادًا لها، وأحيانًا كانوا يوقظونني في منتصف الليل لإصلاح ماكينة نسيج معطلة.

مكثت خمس سنوات في تلك الصناعة، لأن الحاجة كانت تدفعني، لكن شغفي الحقيقي كان في البحث والسياسات العامة. كان العمل في النسيج هو ما موّل خطوتي التالية ومنحني أسلوب حياة مريحًا، لكن مصدر رضاي الأكبر حينها كان دراسة الاقتصاد.

اندلاع الثورة عام 2011

حين اندلعت الثورة في آذار 2011، شعرت بالنشوة: أخيرًا جاء اليوم. كنت قد تابعت عن كثب أخبار الثورتين في تونس ومصر، وكنت أتساءل: متى سيثور السوريون؟ كنت من أوائل من نظّموا المظاهرات في حلب ضد نظام الأسد. شاركت أختي وأخي أيضًا دون أن نخبر بعضنا، خوفًا من المخاطر. فكثيرون قُتلوا على يد الشرطة أو الشبيحة، خلال المظاهرات أو بعدها.

أذكر مرة ركضت هاربًا من شبيح أكثر من عشر دقائق، ولم ألتفت لأرى إن كان ما يزال يطاردني خوفًا من أن يبطئ ذلك سرعتي. توقفت حين لم أعد أستطيع الركض، واكتشفت أنه توقف، لربما منذ زمن.

في إحدى أكبر المظاهرات في حلب، شعرت بيد على كتفي، فاستدرت لأرى… إنه أخي. أن تمشي في قلب حلب وتهتف “الشعب يريد إسقاط النظام” كان شعورًا محرَِرًا بحد ذاته، لكن أن أكتشف أن أخي يشاركني اللحظة كان شعورًا استثنائيًا.

الرماد الذي كان يغطي النار المستعرة في قلوب كثير من السوريين تطاير مع أول هتاف في الشوارع. إنكسر حاجز الخوف، ولا عودة إلى الوراء.

لم يتمكن زملائي السوريون في صفوف المعارضة من فهم سبب ذعري من تحول الحراك المدني نحو الطابع الديني: فآخر ما كنت أريده هو أن أُعطي رجلاً يعتقد أنه يقاتل في صف الله شيئًا يقاتل به. كان خوفي مبررًا؛ فقد عشت في السعودية أربع سنوات. معظم تمويل المتطرفين الدينيين جاء من السعودية ودولًا خليجية أخرى.

بحلول آذار 2012، تدهورت الأوضاع الأمنية واعتُقل ثلاثة من أصدقائي الذين كنت أنظم معهم المظاهرات، فبدأ والدي يدفعني وأخوتي على مغادرة سوريا.

وداعًا سوريا، مرة أخرى

 في نيسان 2012، أيقنت أن والدي كان على حق: عليّ أن أرحل.

ظلّ الخوف الذي عشته في مطار حلب يطاردني لفترة. كانت أختي وأخي ينتظران مكالمتي خارج قاعة المغادرة؛ إمّا لأؤكد أن جواز سفري قد خُتم للمغادرة، أو لأبلغهم بأنني سأُقتاد إلى السجن بسبب نشاطي. على ما يبدو، لم أكن مطلوبًا…سمح لي موظفو الحدود بالمغادرة. يا لها من راحة!

سافرت إلى ماليزيا، آملًا أن أجد عملًا كمصمم نسيج وأواصل دراسة الاقتصاد. كانت تلك آخر مرة أرى فيها مدينتي، ووالدي، وزوجة أبي، واثنين من إخوتي. في عام 2018، توفي والدي في الولايات المتحدة، لكنني لم أستطع رؤيته لآخر مرة بسبب حظر ترامب الشامل على دخول السوريين (وغيرهم من الجنسيات) إلى أمريكا. عدم رؤية وجه والدي لآخر مرة هو حتى الآن اللحظة الأكثر ظلمة في حياتي. كان أعزّ شخص إليّ.

مع كل ضربة أتلقّاها، كنت دائمًا أقول لنفسي: “أقسم أنني سأفعل شيئًا حيال ذلك”. قد يكون هذا مجرد آلية للتأقلم، لكنه أيضًا مُلهم للغاية. فهو يحوّل الحزن والغضب إلى فعل. شغفي بأبحاث السياسات مدفوع برغبة في مساعدة الآخرين لتجنّب المرور بما مررت به. ما زلت أحلم بأن أترك أثرًا في هذا العالم. آمل أن لا يكون ذلك فقط لأني ما زلت شابًا يؤمن بمثاليات غير مجدية. الوقت وحده سيخبرنا.

كان ألم الابتعاد عن سوريا، بينما أراها تحترق، لا يُحتمل، خاصة في الأيام الأولى وأنا أحاول التأقلم مع بيئتي الجديدة في ماليزيا. كان يزداد الضغط النفسي سوءًا حين لا أستطيع، لأيام متتالية، الاتصال بعائلتي المتبقية في حلب. لم يكن لدي أي وسيلة لمعرفة ما إذا كان ذلك بسبب تضرر خطوط الهاتف أو لأنهم قد أصيبوا بأذى.

بحلول عام 2014، كان جميع أفراد عائلتي قد هربوا. عائلتنا التي كانت تعيش في مدينة واحدة باتت تعيش في كندا، والولايات المتحدة، وألمانيا، وهنغاريا، وأنا في ماليزيا. حاولنا جميعًا البقاء على قيد الحياة بالتمسّك بأي فرصة ممكنة في الخارج.

البيت الذي نشأت فيه، وشهدت ترميمه، دُمّر ببراميل النظام المتفجرة. أي صور يجب أن أستحضرها من ذاكرتي عندما أفكر في بيتنا؟ أتمنى لو أستطيع محو الصور الجديدة. في أعماقي، أعلم أننا سنرمّمه مجددًا. هذا أول ما أريد فعله حين أتمكّن أخيرًا من السفر إلى سوريا.

في ماليزيا، ركّزت على بحث الماجستير وعلى كسب ما يكفي من المال لأعيش دون أن أواصل الاقتراض من أخي في تركيا، الذي انتقل لاحقًا إلى هنغاريا للعمل في “مشروع حلب”. عملتُ كمدرّس خاص لاختبار اللغة الإنجليزية الدولي (IELTS) وللاقتصاد القياسي، بينما أدركت أنه يجب أن أبرع في الماجستير إذا أردت الحصول لاحقًا على فرصة ممتازة للدكتوراه. كنت أعمل وأدرس بمعدل 12 ساعة يوميًا. الحزن وقود طويل الأمد على نحو استثنائي.

بعد إنهاء الماجستير، وأثناء التقدّم للحصول على منح دكتوراه في دول أخرى، تطوّعت مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) لما يقارب العام، أعمل مع لاجئي الروهينغيا وأشارك في حملات توعوية بقضيتهم. وضع السوريين، خاصة في ماليزيا، أفضل بكثير من وضع الروهينغيا، الذين يكادون جميعًا بلا جنسية ولا تعترف بهم ميانمار، ولا الدول المضيفة الرئيسية، بنغلادش وماليزيا.

خفّفت مرارة الابتعاد عن بلدي وأحبّائي معرفتي بزوجتي “هانا” في عام 2012. هانا إيرانية، وُلدت لأم كردية وأب فارسي. عاشت اضطهاد النظام الإيراني، وما زالت تتذكر طفولتها وهي تهرب من قصف القوات العراقية أثناء حرب إيران-العراق. تتذكر كيف كانت تسكب ويسكي والدها في الحمام كلما داهمت شرطة الأخلاق منزلهم بحثًا عن مقتنيات غير قانونية، مثل أجهزة الفيديو والكحول. تتذكر هانا باعتزاز مشاركتها في احتجاجات 2009 في طهران.

هانا تفهم معاناتي كسوري جيدًا، خاصة وأن دعم حكومتها هو السبب الرئيسي لبقاء الأسد في السلطة. تقول لي: “أنت لا تريد نهاية هذا النظام أكثر مني، صدّقني”. كانت زيارتي لإيران مع هانا لمدة شهرين تجربة غيّرت حياتي. فهي دولة صارخة في تناقضها ومذهلة في جمالها. معظم الإيرانيين يرون أنفسهم أكثر تحضّرًا من جيرانهم العرب والأفغان. وباستثناء العائلة والأصدقاء، لم أشعر بالترحيب في إيران. كثير من الإيرانيين يعتقدون أيضًا أن العرب في العراق وسوريا ولبنان واليمن يسرقون مواردهم، دون أن يعلموا أن معظم الناس في تلك الدول يتمنون خروج إيران ووكلائها ومواردها من بلدانهم عاجلًا لا آجلًا.

آمنت هانا بي، وكانت السبب في تقدّمي بطلبات منح دكتوراه خارج ماليزيا. حصلت على منحتين لدراسة الدكتوراه على أساس الجدارة، واحدة من جامعة فلورنسا في إيطاليا، والأخرى من جامعة فيكتوريا في ويلينغتون. اخترت الأخيرة: لطالما كان العيش في نيوزيلندا أو أستراليا أو كندا حلمًا لي، أساسًا لاحترامهم حقوق الإنسان، وانفتاحهم النسبي على المهاجرين، ولغتهم الإنجليزية. بعد أن علقنا في ماليزيا وكمبوديا وإيران لسبعة أشهر، تمت الموافقة على تأشيراتنا إلى نيوزيلندا…اقتنعت سلطات الهجرة هناك (أخيرًا) أنني لست إرهابيًا. بدأ أجمل فصل في حياتي.

إلى نيوزيلندا

 بعد وصولي إلى نيوزيلندا، طلبت اللجوء، وتم قبوله، مما سمح لي ولزوجتي بالإقامة الدائمة في البلاد. من المريح أن يكون لي مكان أستطيع أن أسميه وطنًا. إن تعاطف نيوزيلندا معي يجعلني أشعر أنني في وطني حقًا. والدعم الذي أتلقاه من النيوزيلنديين يجعلني أشعر أنني واحد منهم… يا له من شرف.

أنا عازم على ردّ جميل نيوزيلندا على لطفها من خلال المساهمة في رفاه شعبها عبر الخدمة العامة وأبحاث السياسات. عندما وصلت إلى نيوزيلندا عام 2016، كنت أظن أن السياسات العامة في البلاد قد تحتاج فقط لبعض التحسينات البسيطة. لكن بعد أبحاثي في البنك المركزي ووزارة الخزانة، وجامعة فيكتوريا، أعتقد حاليًا أن الإصلاحات الجذرية ضرورية للغاية، رغم أن طبيعة القضايا السياسية التي تواجهها نيوزيلندا تختلف تمامًا عن تلك التي تواجهها دول الشرق الأوسط. أقوم بأبحاث السياسات بحب، مركّزًا على البشر خلف الأرقام والنماذج الإحصائية.

أنهيت درجة الدكتوراه في عام 2019، وأعمل حاليًا كمحلل أول بدوام كامل في وزارة الخزانة النيوزيلندية، بعد أن أجريت سابقًا أبحاثًا للبنك المركزي. أعيش أنا وهانا في ويلينغتون مع قطّتنا “قهوة”.

I’m determined to repay New Zealand for its kindness by contributing to the wellbeing of its people through public service and policy research. When I arrived in New Zealand in 2016, I thought the country’s public policies might only need some fine-tuning. But after my research at the Reserve Bank, the Treasury, and Victoria University, I currently believe that fundamental reforms are quite essential, though the nature of the policy questions New Zealand faces is entirely different from those faced by Middle Eastern countries. I do my policy research with love, focusing on the humans behind the numbers and statistical models.

I completed my PhD in 2019, and currently work as a full-time Senior Analyst at the New Zealand Treasury, after previously doing research for the Reserve Bank. Hanna and I live in Wellington, with our cat, Coffee.

أقسم ساعات الصباح الباكر بين البحث والكتابة عن سوريا والشرق الأوسط وممارسة الرياضة. أنا عازم على مساعدة وطني من خلال البحث في القضايا المهمة، تحويل البحث إلى حلول سياساتية، وجعل هذه الحلول تنبض بالحياة عبر قيادة الفكر. في النهاية، أريد أن أكون جزءًا من إعادة الازدهار إلى سوريا، وضمان ألا يمر أطفالنا بما مررنا به.

أستحضر كل يوم وجوه من أحبهم وقد حال البعد دون أن تلتقي عيوننا من جديد…

Scroll to Top